عن القهوة التركية

لطالما كانت القهوة التركية الطريقة الأكثر أصالة وشعبية للاستمتاع بالقهوة لدى مئات الملايين من سكان شمال شرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وآسيا الصغرى. بدأ انتشار القهوة في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من هذه المنطقة في القرن السادس عشر. وتختلف القهوة التركية عن أنواع القهوة الأخرى في جوانب عديدة. تتميز القهوة التركية بجودتها العالية، بدءًا من طحن حبوب البن وحتى تقديمها. تُحضّر القهوة التركية من أجود أنواع البن المطحون، دون ترشيح. وللاستمتاع بها على أكمل وجه، تُقطّع حبة البن الواحدة إلى ما بين 15,000 و35,000 قطعة، بينما تُقطّع عادةً إلى 3,500 قطعة لتحضير الإسبريسو. تُحضّر القهوة التركية بالطريقة التقليدية ببطء في أباريق نحاسية صغيرة (تُسمى "جزوة" أو "إبريق")، ثم تُسكب يدويًا في فناجين خاصة (تُسمى "فنجان")، مُصممة خصيصًا لهذا الغرض ومُزينة بزخارف. ويُقدّم معها الماء والحلويات، مثل الفواكه المجففة والحلقوم. ولأن القهوة لا تُصفّى أثناء التحضير، يُنصح بالانتظار بضع دقائق قبل شربها حتى تترسب حبيبات البن في قاع الفنجان. يُعدّ شرب القهوة التركية طقسًا يُستمتع به أكثر بصحبة الآخرين، وقد يتبعه أحيانًا قراءة الطالع. وكما يقول الشاعر، ليس القهوة، ولا المقهى، ما تشتهيه الروح. إنما الصديق هو ما تشتهيه الروح، والقهوة مجرد ذريعة. بعد الانتهاء من القهوة، يُقلب الفنجان رأسًا على عقب على الصحن ويُترك ليبرد. أحيانًا تُوضع قطعة نقدية فوقه لتسريع عملية التبريد. عندما يبرد الفنجان بما يكفي، يفتحه شخص آخر غير من شربه، ويبدأ في تأمل الأشكال التي شكلتها بقايا القهوة فيه.